الرسوم البيانية الدليل الأول لمعرفة تطور سوق الأسهم Chart:
الرسوم البيانية مثل Double Top, Double Bottom, Head and Shoulders وغيرها هي نمادج تشكيلية تظهر على الرسوم البيانية لأسعار الأسهم وتتكرر باستمرار مما يجعل منها مؤشر قوي على التنبأ بمنحى تطور السوق سواء نحو الارتفاع أو الإنخفاض. تعتبر هذه النمادج أدوات مهمة لتحليل الأسواق المالية وفهم تطور سوق الأسهم وبالتالي نهج خطة مواتية للتداول.
من خلال هذا الموضوع سنأخذك في رحلة مثيرة لاستكشاف وفهم تطور سوق التداول عبر شرح مفصل للرسوم البيانية الأساسية، حيث ستتعلم كيف تقرأ وتفسر وتحلل الرسوم البيانية الشهيرة مثل الرسوم اليابانية والخطوط العرضية والبارات، كما سنقدم لك المفاهيم الأساسية والأدوات التحليلية التي ستساعدك في فهم تحركات الأسعار واتخاد القرارات التداولية المناسبة في الوقت المناسب. إن الرسوم البيانية التي ستراها في باقي فقرات الموضوع ستجعلك تكتسب المهارات اللازمة لتحليل سوق التداول بثقة كبيرة واتخاد قرارات حاسمة بناءا على البيانات المتاحة استعد إذن للغوص في عالم التداول وتحقيق نجاحك المالي.
الرسم البياني يعيد نفسه:
هل سبق لك أن نظرت إلى الرسم البياني وشعرت بأن نمط الشمعات يعيد نفسه في عدد من المرات التي تختلف من مدة زمنية معبنة لأخرى؟ نعم أليس كذلك لأن تحركات معينة في السوق تستمر في التكرار منذ تاريخ إنشاء ال Chart إلى الآن مما يساعد بشكل مثير في التحليل الفني للسوق.
من المهم جدا فهم تطور السوق في المستقبل ولو لفترة معينة فقط لأن هذا الأمر سيساعدك في تحديد الوقت المناسب للدخول في صفقات البيع والشراء، والرسوم البيانية التي يستعملها أغلب المتداولون والتي سنشرحها تباعا تعتبر من أقوى المؤشرات التي تساعد على منحى تغير سوق الأسهم.
إن أهمية النمادج البيانية تكمن في قدرتها على توفير إشارات تداول محتملة للمتداولين. عندما يتم التعرف على نمط معين في الرسم البياني للسهم، فإنه يمكن استخدامه كأداة تحليل فني لاتخاذ قرارات التداول ومع ذلك يجب أن يتم مراعاة أن النمادج الفنية وحدها ليست كافية لإتخاد قرارات الإستثمار ويجب مراجعتها ومقارنتها مع التحليل الأساسي والعوامل الأخرى المؤثرة على السوق.
1) القمة المزدوجة Double Top:
يحدث هذا النمط عندما تتشكل قمتان تقريبا بنفس الارتفاع على الرسم البياني، مع انخفاض في الأسعار بينهما حيث يعتبر اختراق مستوى الدعم الذي يفصل بين القمتين إشارة بيع قوية ويشير إلى احتمالية انخفاض أسعار الأسهم يعتبر هذا النمط علامة على الانعكاس الهبوطي. تشير القمم إلى مستوى المقاومة مما يأكد على أن المشترين غير قادرين على دفع السعر نحو الأعلى.
2) القمة المزدوجة في القاع Double Bottom:
يتشابه هذا النمط مع Double Top ولكنه يحدث على الجانب العكسي من الرسم البياني، حيث يتكون القاع المزدوج من قاعدتين تقريبا بنفس الانخفاض، مع ارتفاع في الأسعار بينهما. إن اختراق مستوى المقاومة الذي يفصل بين القاعين يعتبر إشارة شراء ويشير إلى احتمالية ارتفاع أسعار الأسهم، هذا النمط عبارة عن حرف W وهو مؤشر قوي لإنجاز صفقات الشراء.
يعتبر نمط الرسم البياني ثلاثي القمة مؤشر جيد للتحليل الفني، حيث يستعمل هذا الأخير لتحديد الانعكاس المحتمل في سعر الأسهم. يتميز هذا النمط بثلاثة ارتفاعات تقريبا متساوية متبوعة بكسر على مستوى الدعم في الأسفل. إن هذا النمط هو أكثر موثوقية ومصداقية من جميع الأنماط في التحليل الفني باعتيار القمم الثلاثة التي يصل إليها السعر تشكل مقاومة قوية لا يمكن اختراقها وفي الرأس الثالث يكسر الدعم الحامل للسعر مما يؤشر على احتمالية سيطرة البائعين على السوق وهو فرصة مناسبة لتحديد وقت الدخول والخروج، ومن الأفضل انتظار رجوع السعر على مستوى الدعم المكسور ثم إنشاء صفقة بيع ناجحة.
4) ثلاثية القمة في القاع Triple Bottom:
الرسم البياني ثلاثي القاع هو أيضا مؤشر قوي في تحديد وقت الدخول والخروج بالنسبة للمتداولين، حيث يتكون هذا النمط عندما يشكل السعر ثلاثة قيعان متتالية في نفس المستوى تقريبا، هذا يشير إلى أن البائين حاولوا دفع السعر إلى الأسفل كم من مرة لكنهم واجهوا ضغوط شراء قوية تمنع السعر من الانخفاض أكثر، وفي القاع الثالث يسيطر المشترون على السوق ويتم اختراق المقامة التي ستصبح دعم، هنا دليل واضح من أجل الدخول بصفقة شراء حبد انتظار السعر حتى العودة على المقاومة من أجل الحسم في صفقة الشراء.
هذا النمط شائع بشكل كبير بين أوساط المتادولين، ويعتبر الرسم البياني للرأس والكتفين مؤشر جيد على انخفاض السوق عندما يصل عادة هذا الأخير إلى أعلى مستوى، يتكون هذا النمودج من ثلاث قمم يتوسطهما قمة عليا تسمى الرأس فيما القمة الأولى والثالثة تكونا تقريبا في نفس المستوى لكنها أصغر طولا من القمة الوسطى، مما يعطي إشارة قوية على احتمالية انخفاض السوق بشكل صاروخي بعد الكتف الثانية حيث يتم كسر الدعم والاستمرار في الانخفاض إلى مستويات دنيا.
عكس الرسم البياني السابق فالرأس والكتفين المقلوب أحد الأنماط الشائعة أيضا الموجودة في التحليل الفني، يشير هدا النمط إلى اتجاه صعودي للسوق بعد فترة من الانخفاض، يتكون هذا النمودج من ثلاثة قيعان متتالية للسعر القاع الأول والثالث في نفس المستوى تقريبا يتوسطهما الرأس في مستوى أكثر انخفاضا، وعند وصول السعر إلى الكتف الثالثة يخترق المقامة ويستمر في حركته الصعودية وهي فرصة مواتية للشراء.
إن نمط المستطيل الهابط شائع بين أوساط المتداولين نظرا لأنه يتكرر مرات عديدة على الرسم البياني، عندما تتحرك الأسعار ضمن مستطيل علوي أو سفلي. يتكون هذا النمط وفق خطين متوازيين يعملان كدعم ومقاومة للسعر على التوالي، وبعد فترة معينة يخرج السعر من النمودج في اتجاه هبوطي مما يرجح كفة استمرار السعر في الهبوط الذي بدأ به غالبا ما يتم استخدام هذا النمط لاتخاد قرارات التداول الحاسمة لأن إشارة الهبوط هذه غالبا ما تكون موثوقة وذلك لعدم تفنيذها في المرات السابقة.
المستطيل الصاعد هو نوع أخر من أنماط التحليل الفني التي تشير على استمرار صعود السعر، ويكون بمثابة فرصة تداول مربحة. يتكون المستطيل الصاعد نتيجة لانحصار السعر بين خطين متوازيين يشكلان المقاومة والدعم،عادة ما يتم اختراق المقامة والرجوع عليها مرة واحدة ثم الاستمرار في الخط التصاعدي وهو فرصة مناسبة للتداول في انتظار خروج السعر من المستطيل في اتجاه الصعود للدخول على صفقة شراء مربحة. يمكن استخدام هذا النمط لاكتشاف فرص التداول المهمة.
عادة في هذا النمط ما يكون السعر الأصلي قبل الدخول إليه في شكل انخفاض، فيتم التصحيح لفترة قصيرة على شكل علم ثم يستمر الرسم البياني في الهبوط حيث يعطي العلم الهابط إشارة استمرار انخفاض السعر، إن هذا الرسم يدل على أن المشترين قاموا بخفض سعر البيع لفترة محدودة أو بعبارة أصح جني الأرباح حيث يصاب البائعون بالصدمة في هذه الفترة ضنا منهم أن سعر الشراء سيرتفع، لكن سرعان ما يستمر سعر البيع في الارتفاع حيث يجب على المتادولين اللذين لا زالوا ينتظرون فرصة الدخول أن يكون على استعداد لأن في حالة كسر السعر عبر مستوى النطاق الأدنى (الدعم) فإن السعر سيستمر في الانخفاض.
نمط العلم الصاعد في الرسم البياني يدل على الزيادة في الأسعار، أي أن السعر الأصلي كان في ارتفاع ودخل في مرحلة تصحيح لفترة محدودة ضمن نطاق علم صاعد ليستم فيما بعد في الارتفاع، يتشكل العلم الصاعد وسط خطين متوازيين تقريبا متوجهين نحو الأسفل يتبع هذا التشكل خرق للمقاومة نتيجة لزيادة أسعار الشراء ثم الاستمرار في الصعود، يستخدم هذا الرسم غالبا للتنبؤ باتجاه السوق وتحديد نقطة الدخول. في غالب الأحيان بعد اختراق المقاومة يكون الرسم البياني في حركة قوية نحو الأعلى.
11) راية مزدوجة هبوطية Bearish Pennant:
يتشكل هذا النمط بعد انخفاض حاد في الأسعار ويظهر على الرسم البياني بتشكيل زاوية ضيقة، من الملاحظ أن الشموع اليابانية في هذا النمط تكون طويلة في بداية تشكل النمط وتبدأ بالتقلص في رأس الزاوية مما يدل على أن السعر الأصلي سيستمر في الانخفاض، من المهم جدا الانتباه إلى المؤشرات الأخرى أيضا عند اتخاذ القرارات كالحجم والزخم لأن هذا النمط لوحده في بعض الأحيان يكون وهميا وقد يسبب خسارة غير متوقعة في الأرباح.
عكس الرسم السابق هذا النمط يتكون نتيجة لسعر تصاعدي ويظهر على الرسم البياني في شكل مثلث متماثل، وفور وصول السعر إلى مستوى ضيق يقوم باختراق المقاومة نحو الأعلى في خط تصاعدي، ومن مؤشراته القوية تزايد الشموع الخضراء في الرسم البياني مما يوحي بتزايد عدد المشترين في السوق وهي الاشارة التي تمنح المتداولين فرصة مواتية لتحديد صفقة الشراء في الوقت المناسب.
لو أمعنتم النظر بشكل دقيق في الرسم البياني سيظهر لكم هذا النمط على شكل فنجان قهوة بمقبض، حيث أن الأسعار في الكأس تكون على شكل نصف دائرة أي أن نقط الصعود والهبوط تكون غير مستقيمية وعند وصول السعر إلى رأس الكأس يشكل هذا الأخير مقبض ذو مقاومة ودعم وعندما يكسر السعر أعلى مستوى المقبض يعتبر إشارة قوية من أجل فتح صفقة شراء.
هذا الشكل يمثل كأس ومقبض مقلوبان يظهر في الرسم البياني ويتطابق مع الكأس والمقبض، حيث يتوقع من حدوثه هبوط فجائي في السوق بعد خرق السعر مستوى دعم المقبض، لكن وجب الانتباه إلى السعر الأصلي قبل تشكل النمط والذي كان في حالة انخفاض عكس الرسم البياني السابق.
لو تذكرتم رسم الراية المزدوجة الصاعدة فهو يشبهها نوعا ما لكن الفرق في أن المثلث المتماثل هنا يتشكل وفق خط أفقي عكس الراية المزدوجة التي تتشكل وفق خط مائل نحو الأعلى، هذا الرسم الشائع يساعد كثيرا في التحليل الفني للرسم البياني في الاتجاهين معا لأن السعر عندما يدخل في هدا المثلث من المتوقع أن يتحرك في أي اتجاه، عادة ما يتخده المتادولون كإشارة دخول على السوق في مدد زمنية مختلفة طويلة وقصيرة لكن بانتظار ما سيحدث بعد خرق المقاومة أو الدعم.
سواء كان السعر الأصلي للأسهم منخفضا أم مرتفعا فالوجهة واحدة بعد تشكل هذا النمط الذي يظهر على الرسم البياني بين خطين منحدرين نحو الأعلى، حيث يتم كسر الدعم في اتجاه الأسفل بعد مقاومة دامت لثلاث قمم متتالية أو أكثر. يبحث المتداولون في هذه النمط على فرص أكبر للبيع تحسبا لانخفاض أكبر في سوق الأسهم.
أيضا هذ النمط يتشكل دون اعتبار للسعر الأصلي للسوق سواء كان مرتفعا أم منخفضا، ويظهر في الرسم البياني محصورا بين خطين مائلين نحو الأسفل يشكلان المقامة والدعم. بعد فترة من اصطدام السعر بالدعم عدة مرات هذ الأخير الذي يعتبر قويا يدفع السعر نحو الأعلى ويتحقق المستوى التصاعدي بكسر المقاومة مما يجعل المشترين يتولون زمام الأمور بثقة كبيرة.
في النهاية جميع الأنماط التي ذكرناها ليست كافية لتحديد منحى تطور الرسم البياني Chart، بل يجب تجميع عدة عوامل أساسية ومهمة من بينها مؤشرات التداول والمعاينة التدريجية للرسم البياني في مدد زمنية مختلفة خصوصا الطويلة كالشهر والأسبوع والتي تعطينا لمحة واسعة على تطور السوق، أيضا هناك عدة عوامل خارجية تؤثر على الأسعار يجب الانتباه إليها أيضا كالتغيرات الإقتصادية والأخبار الرائجة حول السوق الذي يتم التداول فيه بشكل مستمر.